الإفراط في التفكير يمكن أن يكون ضارًا في أي جانب من جوانب الحياة والتداول. إذا لم يتم التحكم فيه، يمكن أن يؤثر على طريقة تفكيرك وطريقة تصرفك وحتى على شخصيتك كفرد أو كمتداول.
يحاول المتداولون الماهرون التركيز على الحاضر بدلاً من القلق بشأن النتائج المحتملة لكل صفقة. على عكس الشطرنج، حيث كلما فكرت أكثر كان الناتج أفضل، فإن قضاء المزيد من الوقت في البحث أو النظر إلى الرسوم البيانية لساعات طويلة لا يعني بالضرورة الحصول على نتيجة جيدة.
النجاح في التداول قد يأتي من استخدام الأدوات المناسبة لتتعرف بشكل أفضل على الأسواق المالية والحفاظ على هدوئك وتركيزك. بعبارة أخرى، التداول عادةً ما يكون حول اتباع خطة التداول الخاصة بك بدلاً من الإفراط في التحليل أو التفكير.
ما هي عقود الفروقات وكيف تعمل؟
تُستخدم عقود الفروقات، أو CFDs، للمضاربة على تحركات أسعار الأصول، بما في ذلك الأسهم والسلع أو العملات، دون امتلاك الأصل الفعلي. بدلاً من شراء الأصل الأساسي، توافق مع وسيطك على دفع الفرق في سعر الأصل من الوقت الذي تفتح فيه المركز حتى الوقت الذي تغلق فيه.
إذا كنت تعتقد أن السعر سيرتفع، تقوم بفتح صفقة شراء (Long)، ولكن إذا كنت تعتقد أنه سينخفض، يمكنك فتح صفقة بيع (Short). في كلتا الحالتين، إذا تحرك السعر في الاتجاه الذي توقعت، ستحقق ربحًا، أما إذا تحرك في الاتجاه المعاكس، فسوف تخسر.

إذا، على سبيل المثال، فتحت صفقة شراء على أسهم شركة Apple وارتفع السعر بحلول الوقت الذي تغلق فيه الصفقة، فستحقق ربحًا من فرق السعر، أما إذا انخفض السعر فستخسر. تُختار عقود الفروقات على نطاق واسع من قبل المتداولين قصيري المدى الذين يرغبون في الاستفادة من تحركات أسعار الأصول دون امتلاكها فعليًا.
ما هو الإفراط في التفكير وكيف تتجنبه؟
الإفراط في التفكير في التداول يعني قضاء وقت طويل في القلق والتحليل وإعادة التفكير في قراراتك التداولية. غالبًا ما يجعل هذا المتداولين مترددين وخائفين وسوء اتخاذ القرار. من المحتمل أنك كنت تفكر بشكل مفرط إذا شعرت يومًا بأنك عالق قبل فتح صفقة أو إذا ندمت على قراراتك التداولية بعد ذلك.
مهووس بصفقتك الأخيرة
يعتقد العديد من المتداولين أن صفقتهم الأخيرة تتنبأ بالصفقة التالية. ومع ذلك، هذا غالبًا ما يكون فخًا. على سبيل المثال، يعتقد هؤلاء المتداولون أنه إذا كانت هناك سلسلة من الصفقات الرابحة، فستستمر على المدى الطويل. وقد يظنون أيضًا أن الخسارة تشير إلى أن خسارة أخرى ستأتي. ومع ذلك، يجب التعامل مع كل صفقة بشكل مستقل. الاعتماد على الصفقات السابقة لاتخاذ قراراتك الحالية يُظهر أنك تفكر بشكل مفرط.
الخوف من الخسارة أو الخطأ
هناك بعض المتداولين الذين لا يستطيعون تحمل الخسارة ويقلقون كثيرًا بشأن إثبات خطئهم. يمكن أن يكون هذا مرهقًا، خاصة بعد الخسارة أو عندما تكون مبالغ كبيرة من المال على المحك. في مثل هذه الحالات، يتحول المخاطر الطبيعية للتداول إلى عبء ذهني.
وجود شكوك حول استراتيجيتك
عندما تفكر بشكل مفرط، قد تشكك في استراتيجيتك التداولية. بعد بعض الخسائر، قد تبدأ في التفكير بأن استراتيجيتك لم تعد تعمل أو أنك بحاجة لتعديلها بالكامل. هذا ينشأ من الاعتقاد بأن الكمال موجود، بينما في الواقع التداول بطبيعته غير مؤكد.
الإفراط في التفكير قبل وبعد الصفقة
يقع بعض المتداولين في فخ "ماذا لو" ويعلقون قبل فتح مركز لأنهم يفرطون في التفكير في كل نتيجة ممكنة. عادةً ما يتجمدون ويفوتون الفرصة. بعض المتداولين الآخرين لا يستطيعون التوقف عن التفكير في الصفقات السابقة، متسائلين عما كان بإمكانهم فعله بشكل أفضل للبقاء لفترة أطول. كل ما سبق يسبب التوتر وقد يشتت تركيزك، بينما يجب أن يكون منصبًا على صفقتك التالية.

كمية كبيرة من المعلومات يصعب التعامل معها
متابعة كل خبر، وتعديل استراتيجيتك باستمرار، أو مراقبة الرسوم البيانية قصيرة المدى يمكن أن يؤدي غالبًا إلى مزيد من الالتباس. محاولة معرفة كل شيء ليست دائمًا جيدة، وقد تجعل التداول أكثر صعوبة، حيث إن السوق لا يكون منطقيًا دائمًا.
كيف تتوقف عن الإفراط في التفكير؟
بعد أن تناولنا الأشكال الرئيسية للإفراط في التفكير وكيف يمكن أن تؤثر على قراراتك التداولية، دعونا نلقي نظرة على بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التوقف عن هذه العادة وبدء بناء المزيد من الثقة.
تداول ما تراه
يفوت العديد من المتداولين الفرص الجيدة لأنهم يفرطون في التفكير فيما كان قد يحدث بدلاً من التركيز على ما يرونه حاليًا. إذا رأيت إعداد صفقة يتناسب مع استراتيجيتك، فاتبعه ببساطة. تجنب إنشاء مئات السيناريوهات الممكنة وأشياء قد لا تنجح. لن ت
توقف عن ملاحقة الأخبار
أحيانًا يمكن أن تكون الأخبار مربكة، مما يسبب توترًا غير ضروري. ركز على تحركات الأسعار على الرسم البياني بدلاً من الرد على الأخبار، لأن السعر يعكس ما يحدث في الأسواق. إذا اتبعت كل خبر بشكل أعمى، يمكنك بسهولة الانغماس في الإفراط في التفكير وإعادة تقييم صفقاتك باستمرار.
ابنِ خطة تداول قوية
يُعد وجود خطة تداول جيدة واحدة من أولى وأهم الخطوات لتجنب الإفراط في التفكير. فهي تساعدك على البقاء مركزًا، ومنتظمًا ومنضبطًا. خطتك هي دليلك، ويجب أن تشمل متى تفتح وتغلق الصفقة، وتحملك للمخاطر، وروتين التداول الخاص بك. التزم بها، فكلما اتبعتها أكثر، أصبحت أكثر ثقة.

ثق بحدسك
إذا اكتسبت خبرة كافية على مر السنين، فقد تشعر بالثقة لتثق بحدسك. هذا شعور ينبع من تحليل العديد من الرسوم البيانية على مر السنين. في النهاية، قد تبدأ في التعرف على الأنماط تلقائيًا دون تفكير. لذلك، يمكن للحدس أن يساعد إذا كان قائمًا على المعرفة وليس على العواطف.
استخدم أسلوب التعيين والنسيان
خطط لصفقاتك، وحدد نقاط الدخول والخروج، ثم "انسَ" عنها. النظر إلى الشاشة لفترة طويلة يؤدي إلى الإفراط في التفكير. ضع روتينًا للتداول للتحقق من الرسوم البيانية يوميًا. هذا سيوجهك أيضًا لمعرفة متى تتوقف. لا بأس إذا لم تتمكن من متابعة كل حركة. السوق سيكون موجودًا في اليوم التالي أيضًا.
ركز على ما يمكنك التحكم فيه
لا يمكنك التحكم في السوق. ومع ذلك، يمكنك التحكم في مخاطرك، وحجم تداولك، وطريقة تفكيرك. التزم بهذه الأمور وانسَ الباقي. خاطر فقط بما يمكنك تحمله من خسارة. بهذه الطريقة ستشعر بثقة أكبر وتوتر أقل.
أفكار ختامية
كونك متداولًا جيدًا لا يتعلق دائمًا بالمهارات فقط، بل بالعقلية والثقة أيضًا. حتى لو كنت تعرف كيفية قراءة الرسوم البيانية، فإن الإفراط في التفكير قد يؤثر سلبًا على أدائك في التداول. للنجاح المحتمل في التداول، ستحتاج إلى البقاء هادئًا ومركزًا وواثقًا. وجود خطة تداول قوية دائمًا ما يساعد. مع العقلية الصحيحة ونهج منظم، يمكنك تجنب الإفراط في التفكير والتركيز على التداول.
إخلاء المسؤولية:
لا تُعتبر هذه المعلومات نصيحة استثمارية أو توصية استثمارية، بل هي تواصل تسويقي.