التحليل الفني للفوركس: تحديد المؤشرات التي يهتم بها المتداولون

تداول العملات الأجنبية يمكن أن يكون متطلبًا للغاية، ومع تحركات الأسواق المستمرة، فإن البقاء في المقدمة واتخاذ القرارات الصحيحة قد يتطلب من المتداولين أن يكونوا ملمين جيدًا بالتحليلين الفني والأساسي.

من المؤكد أن متابعة الإصدارات الاقتصادية مثل المؤشرات الكلية والإعلانات الصادرة عن البنوك المركزية وتحليل تأثيرها على العملات يمكن أن يكون مفيدًا للغاية.

ومع ذلك، فإن أخذ العوامل الأخرى الأكثر تقنية في الاعتبار قد أثبت أنه يوفر مزيدًا من الوضوح، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالتوقيت والدقة. يمكن للمتداولين استخدام التقنيات المعتمدة على الرسوم البيانية، وأدوات تتبع الاتجاهات، أو مؤشرات الزخم لتحديد الفرص واتخاذ الإجراءات المناسبة.

لماذا يجب على المتداولين اتباع التحليل الفني في سوق الفوركس

مع أكثر من 7 تريليونات دولار يتم تداولها يوميًا في سوق الفوركس، من الصعب على المتداول تجاهل الإمكانيات اللامحدودة وقدرات هذا السوق المالي الضخم وعالي السيولة. وفي الوقت نفسه، فإن القدرة على قراءة وتحليل مجموعة العوامل والمحركات التي يمكن أن تؤثر على زوج العملات في أي وقت من اليوم تُعد أمرًا مفيدًا للغاية ومهمة تتطلب جهدًا كبيرًا.

من الإصدارات المالية إلى قرارات السياسة النقدية للبنوك المركزية، ومن شعور المستثمرين إلى المراكز المضاربية، هناك العديد من الأحداث التي يمكن أن تحرك العملة. وبينما من المستحيل متابعة جميع الأخبار وتصفيتها من الضوضاء، يوفر التحليل الفني أداة مفيدة لتحليل حركة الأسعار وتحديد الزخم المحتمل.

عندما ينظر المتداولون إلى حركة السعر، فإنهم في الأساس يدرسون سلوك المتداولين الآخرين — أي عدد الذين يشترون أو يبيعون في لحظة معينة.

أنماط الأسعار، كما يشير اسمها، تتكرر نتيجةً لعلم نفس المتداولين. فالعواطف مثل الخوف، والطمع، والسلوك الجماعي يمكن أن تُنشئ الاتجاهات أو تُنهيها، وغالبًا ما تدور في حلقات متكررة.

من خلال التحليل الفني، يمكن للمتداولين تحديد مستويات الدخول والخروج المحتملة وإدارة المخاطر من خلال مناطق الدعم والمقاومة.
كما يمكنهم توقيت صفقاتهم بشكل أكثر كفاءة مقارنة بالاعتماد فقط على العوامل الأساسية.

مبادئ التحليل الفني

السعر يعكس كل شيء، مما يعني أن سعر الصرف الحالي يخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته، لأنه يتضمن بالفعل البيانات والتضخم والمخاطر الجيوسياسية أو شعور المتداولين. لقد قام المتداولون بالفعل بمعالجة كل هذه المعلومات ودمجها في السعر الذي تراه على الرسم البياني.

بالنسبة للمحللين الفنيين، ليست هناك حاجة لمراجعة جميع البيانات الاقتصادية لفهم ما يحدث؛ يكفي فقط تحليل الرسوم البيانية لأنها تعكس التفاعل الجماعي لجميع المشاركين في السوق.

عبارة "التاريخ يعيد نفسه" هي مبدأ شائع آخر في التحليل الفني. يمكن استخدام الحركات السابقة للتنبؤ بالحركات المستقبلية. وينبع ذلك أساسًا من سلوك المتداولين، إذ إن المشاعر مثل الخوف، والطمع، أو التردد تميل إلى التكرار، ويتصرف المتداولون بطرق متشابهة. لذلك، يمكن للمتداولين تحديد الأنماط والسلوكيات البيانية التي تتكرر بمرور الوقت.

على سبيل المثال، فإن جني الأرباح بعد ارتفاع قوي يميل إلى خلق تصحيحات سعرية متشابهة عبر أزواج عملات مختلفة أو فترات زمنية متعددة.

تستمر الاتجاهات وتبقى قائمة حتى يثبت السوق عكس ذلك، لأن المتداولين يتوقعون أن تتحرك الأسعار في نفس الاتجاه بدلاً من أن تنعكس بشكل غير متوقع.

هذا النوع من السلوكيات والأنماط هو أحد الأسباب التي تجعل المتداولين يختارون الاعتماد على الرسوم البيانية، حيث يمكنهم من خلالها تحديد البيانات والأرقام واتخاذ القرارات بدقة وسرعة أكبر.

مؤشرات التحليل الفني التي يهتم بها المتداولون

مستويات الدعم والمقاومة

مستويات الدعم والمقاومة تُعد من الركائز الأساسية في التحليل الفني. يحدد الدعم منطقة يكون فيها اهتمام الشراء كافيًا لمنع المزيد من الانخفاض، بينما تحدد المقاومة المنطقة التي يؤدي فيها العرض أو ضغط البيع إلى إيقاف الارتفاعات. يراقب المتداولون حركة الأسعار حول هذه المستويات عن كثب. الارتداد من مستوى الدعم يعني أن المستوى صامد، في حين أن الاختراق فوق المقاومة يمكن أن يشير إلى استئناف الاتجاه.

خطوط الاتجاه وقنوات الأسعار

تساعد خطوط الاتجاه المتداولين على تصور القمم والقيعان من أجل فهم الزخم السائد في السوق.

يحدث الاتجاه الصاعد عندما يُظهر الرسم البياني قممًا وقيعانًا أعلى بشكل متتابع، بينما يتكون الاتجاه الهابط، من ناحية أخرى، من قمم وقيعان أدنى.

القنوات هي خطوط متوازية تحتوي على تقلبات الأسعار داخل الاتجاه. في التحليل الفني، تُعد كسور خط الاتجاه أو القناة علامات مبكرة على احتمالية حدوث انعكاسات أو تسارعات في حركة السوق.

المتوسطات المتحركة

تُعد المتوسطات المتحركة من أكثر الأدوات الفنية شيوعًا لأنها تعمل على تنعيم بيانات الأسعار وتوضيح الاتجاه العام لحركة السوق.

مؤشر القوة النسبية (RSI)

مؤشر القوة النسبية (RSI) هو مؤشر زخم يُظهر ما إذا كانت العملة في حالة تشبع شرائي أو بيعي. ويتحرك بين 0 و100.

إذا كان المؤشر فوق السبعين، فقد يكون السوق في حالة تشبع شرائي ومهيأ لتصحيح. ولكن إذا انخفض إلى ما دون الثلاثين، فهذا يشير إلى حالة تشبع بيعي واحتمال حدوث ارتداد صعودي.

تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة (MACD)

يُدمج مؤشر MACD بين خصائص تتبع الاتجاه والزخم، مما يجعله واحدًا من أكثر المؤشرات فائدة.

تقاطع خط الإشارة: يكون إشارة صعودية عندما يعبر مؤشر MACD فوق خط الإشارة الخاص به، ويكون إشارة هبوطية عندما يعبر أسفله.

تقاطع خط الصفر: يشير التقاطع فوق مستوى الصفر إلى ميل صعودي، بينما يشير التقاطع أسفل الصفر إلى زخم هبوطي.

التباعدات: إذا وصل السعر إلى قمم جديدة ولم يرافقه مؤشر MACD، فقد يشير ذلك إلى ضعف قوة الاتجاه.

أنماط الشموع في التحليل الفني

توفر الشموع اليابانية معلومات مفيدة حول شعور السوق خلال فترات زمنية محددة.

يشير الدوجي في التحليل الفني إلى التردد أو توقف محتمل.
كما أن المطرقة هي نموذج انعكاس صعودي يظهر بعد البيع المكثف. ويحدث نموذج الابتلاع عندما يغطي شمعة واحدة الشمعة السابقة بالكامل، مما يشير إلى احتمال حدوث انعكاس في الزخم.

ارتدادات فيبوناتشي

تشير مستويات تصحيح فيبوناتشي —23.6%، 38.2%، 50%، و61.8%— إلى مناطق محتملة حيث يمكن للحركات التصحيحية العثور على دعم أو مقاومة.

دمج المؤشرات

يجمع متداولو الفوركس بين مؤشرات مختلفة لتحقيق أقصى النتائج، بحيث يمكنهم تقليل الإشارات الخاطئة وتصفيه الضوضاء.

السبب في فعالية المؤشرات هو أن المتداولين يختارون اتخاذ الإجراءات، مما يؤدي إلى إنشاء أنماط معينة. إن الجمع بين السعر وعلم نفس الجمهور هو ما يجعل التحليل الفني مهمًا للغاية. ومع ذلك، هناك حدود، فقد تحدث اختراقات كاذبة، أو مؤشرات متأخرة، أو اعتماد مفرط على المؤشرات، مما قد يؤدي أيضًا إلى ارتكاب أخطاء، حيث لا يوجد مؤشر واحد يمكن الاعتماد عليه بنسبة 100%.

يستخدم المتداولون ذوو الخبرة مجموعة من المؤشرات الفنية مع ممارسة إدارة المخاطر بانضباط، مثل استخدام أوامر وقف الخسارة، وتحديد نسب المخاطرة إلى العائد، بالإضافة إلى إجراء أبحاثهم الخاصة، ومراعاة المشهد المالي الأوسع والبيانات الاقتصادية الكلية التي يمكن أن تؤثر أيضًا على أزواج العملات التي يتداولونها.

أهمية التحليل الفني في تداول الفوركس

يجب على متداولي الفوركس دائمًا أخذ التحليل الفني في الاعتبار.
سواء كانوا متمكنين من الأساسيات أو يرغبون في توسيع مهاراتهم، فإن النهج القائم على البيانات يضيف قيمة حقيقية.

تُعد المتوسطات المتحركة، ومؤشر القوة النسبية (RSI)، ومستويات تصحيح فيبوناتشي، وأنماط الشموع من بين أكثر المؤشرات شيوعًا التي يستخدمها المتداولون.
تساعد هذه الأدوات المتداولين على فهم حركة الأسعار واتخاذ أفضل القرارات الممكنة.

يجب دائمًا أخذها في الاعتبار.
ومع ذلك، يحتاج المتداولون أيضًا إلى فهم قوي للأساسيات لتجنب الحصول على رؤية أحادية الجانب للأسواق.

أظهر المتداولون الأكثر استمرارية مجموعة محددة من المهارات أو السلوكيات التي تساعدهم عادةً على البقاء في السوق على المدى الطويل.

يميل هؤلاء المتداولون إلى التحلي بالصبر، ويقومون بمزامنة المؤشرات الفنية مع السياق الأوسع للسوق، ويديرون دائمًا مخاطرهم، متجنبين اتخاذ قرارات متسرعة بناءً على الحدس. وعلى الرغم من أن أي تحليل ليس دقيقًا بنسبة 100٪، فإن الاستماع لنصائح المتداولين والخبراء والتحلي بالانفتاح على البيانات الفنية والأساسية سيبقي أي متداول على المسار الصحيح.

إخلاء المسؤولية:
لا تُعتبر هذه المعلومات نصيحة استثمارية أو توصية استثمارية، بل هي تواصل تسويقي.